من الأنقاض إلى المجد: كيف حافظت بودابست على كنوزها التاريخية

تعد بودابست واحدة من أكثر العواصم الأوروبية روعة، حيث يمتزج الجمال الطبيعي والتراث الثقافي والتحف المعمارية في تناغم مثالي. وقد تم تجديد المدينة مرات لا حصر لها على مدار تاريخها مع الحفاظ على معالمها الشهيرة.

اكتشف المسافرون في القرون الماضية نفس السحر الذي نستمتع به اليوم، على الرغم من أن مرور الوقت وعواصف التاريخ جلبت العديد من التغييرات. دعونا نلقي نظرة عن كثب على بعض المعالم الأكثر شهرة في بودابست والتي تحدت الزمن لأجيال.

بودابست
الصورة: Depositphotos.com

البرلمان المجري: رمز التاريخ والسيادة

وفقًا ترافيلويعد مبنى البرلمان من أشهر المباني ليس فقط في بودابست بل وفي المجر أيضًا. تم بناء هذا المبنى القوطي الجديد بين عامي 1885 و1904، وهو مثير للإعجاب بسبب حجمه الهائل وزخارفه التفصيلية. يبلغ ارتفاع المبنى 96 مترًا وهو رمز لتاريخ البلاد وسيادتها وقد تم بناؤه بالكامل تقريبًا من مواد محلية. إنه معلم مهم على نهر الدانوب وموقع تراث عالمي لليونسكو منذ عام 1987.

كنيسة القديس ستيفن: رمز الإيمان والفن

استغرق بناء كنيسة القديس ستيفن عقودًا من الزمن واكتمل بناؤها في عام 1906. تعد الكنيسة التي تعود إلى عصر النهضة الحديثة واحدة من أهم المباني الدينية في العاصمة، حيث تعمل كرمز للإيمان المسيحي وتحفة معمارية. يبلغ ارتفاع الكنيسة 96 مترًا، وهي واحدة من أطول المباني في بودابست، إلى جانب البرلمان. يتميز التصميم الداخلي بزخارف غنية ويستمر في لعب دور نشط في الحياة الثقافية للمدينة، حيث يستضيف أحداثًا موسيقية شهيرة.

جسر إليزابيث: ولادة جديدة لمعبر رمزي

يعود تاريخ جسر إليزابيث إلى أوائل القرن العشرين عندما تم بناء أول جسر سلسلة بإطار فولاذي. سُمي على اسم الملكة إليزابيث التي اغتيلت في عام 20، وكان أحد أهم جسور بودابست حتى عام 1898، عندما دُمر أثناء الحرب العالمية الثانية.

تم بناء جسر حديث معلق بالكابلات، أعرض بعشرة أمتار من سابقه، في مكانه في عام 1964. يظل جسر إليزابيث الجديد سمة مهيمنة على المشهد الحضري، على الرغم من توقف حركة الترام منذ سبعينيات القرن العشرين. يعد المعبر رمزًا ليس فقط لوظيفته ولكن أيضًا لقيمته الجمالية. في عام 1970، إلى جانب المعالم التاريخية الأخرى في هذه القائمة، تمت إضافة جسر إليزابيث إلى قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو.

فندق غيليرت: انتصار للفن الحديث

افتُتح فندق جيليرت الواقع على الضفة اليمنى لنهر الدانوب في عام 1918 وأصبح أحد جواهر فن العمارة الحديثة. ولم تمنعه ​​تقلبات الحرب العالمية الأولى من أن يصبح سريعًا أحد أشهر الفنادق الفاخرة في بودابست. وتم توسيع المبنى لاحقًا، وعزز المطعم الذي يديره كارولي جوندل الشهير سمعته. وعلى مر السنين، شهد العديد من الأحداث المهمة، ورغم تجديده في عام 2021، إلا أنه يظل أحد أكثر الأماكن شهرة في العاصمة. كما يعد فندق جيليرت جزءًا من قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

قصر وينكهايم: من مركز للحياة الاجتماعية إلى مركز ثقافي

يقع قصر وينكهايم في قلب منطقة القصور في الدائرة الثامنة في بودابست، وكان في الأصل المقر الفخم لعائلة وينكهايم النبيلة. كان المبنى الأنيق الذي يعود تاريخ بنائه إلى عصر النهضة الجديد، والذي بُني في عام 8، مكانًا شهيرًا للحفلات الراقصة والمناسبات الاجتماعية في ذلك الوقت. باع الورثة المبنى إلى العاصمة في عام 1886 وافتتح في عام 1927 كمبنى مركزي لمكتبة زابو إرفين. يظل القصر جوهرة الحياة الثقافية في بودابست، وهو المكان الذي يلتقي فيه الماضي والحاضر.

نفق قلعة بودا: إنجاز هندسي عبر التل

يربط نفق قلعة بودا بين نهاية بودا لجسر سيشيني ومدينة كريستينافاروس، وكان جزءًا من نظام النقل في بودابست منذ اكتماله في عام 1857. تم تصميم النفق الذي يبلغ طوله 350 مترًا بواسطة آدم كلارك، الذي شارك أيضًا في تصميم جسر السلسلة. لم يكن إنشاء النفق تحديًا فنيًا فحسب، بل كان أيضًا مشروعًا مكلفًا، حيث بلغت تكلفته الإجمالية 524,000 فورنت هنغاري. واليوم، يظل أحد أهم شوارع المدينة، وهو عمل هندسي تاريخي يستحق الاحترام. مثل البرلمان المجري وجسر إليزابيث وفندق جيليرت، تم إدراج نفق قلعة بودا كموقع للتراث العالمي لليونسكو.

لا تعد المعالم السياحية في بودابست روائع معمارية فحسب، بل إنها أيضًا شهود أحياء على تاريخ المدينة. وعلى الرغم من الدمار الذي خلفته الحرب العالمية الثانية وأحداث عام 1956، فقد تمكنت المدينة من الاحتفاظ بطابعها وهي الآن تستقبل الزوار في شكل متجدد. تذكر هذه المواقع الشهيرة ليس فقط السياح ولكن أيضًا السكان المحليين بأن بودابست يمكنها دائمًا تجديد نفسها مع الحفاظ على جذورها التاريخية.

اقرأ أيضًا:

صورة مميزة: depositphotos.com

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المشار إليها إلزامية *