أزمة صناعة السيارات في المجر: هل تسريحات العمال الجماعية أمر لا مفر منه؟

تواجه الصناعة المجرية بشكل متزايد ظاهرة تعرف باسم "البطالة الداخلية". يصف هذا المصطلح حالة تحتفظ فيها الشركات بالعمالة الزائدة على الرغم من ضعف دفاتر الطلبات.
لقد حدث هذا لفترة وجيزة أثناء الأزمة المالية في عامي 2008 و2009، ولكن لبضعة أشهر فقط. ولكن الآن، استمرت المشكلة لمدة عامين تقريبًا. تتعامل الشركات مع الموقف من خلال إعادة الهيكلة وإعادة تخصيص ساعات العمل، ولكن من غير المؤكد إلى متى سيستمر هذا النهج. لقد قامت شركات مثل فولكس فاجن في ألمانيا بالفعل بخفض كبير في الوظائف، مما يثير احتمال اتخاذ تدابير مماثلة في المجر.

أزمة صناعة السيارات والمفارقة الاقتصادية
تواجه صناعة السيارات، التي تشكل حجر الزاوية في الاقتصاد المجري، تحديات خطيرة. فقد أدى تباطؤ الطلب من ألمانيا، والمنافسة المتزايدة من الصين، والتحول المستمر نحو المركبات الكهربائية إلى وضع الصناعة تحت ضغوط هائلة.
ورغم أن انكماش الناتج المحلي الإجمالي في المجر ليس مفاجئاً في هذا السياق، فإن سوق العمل تظل مستقرة إلى حد ملحوظ، حيث تظل معدلات البطالة ثابتة وتستمر الأجور في الارتفاع. وينبع هذا التناقض الواضح من إحجام الشركات عن تسريح العمال. ويخشى أصحاب العمل أنه بمجرد انحسار الركود، سيكون من الصعب إعادة توظيف العمال المهرة، لذا فهم يفضلون الاحتفاظ بالموظفين حتى في الأوقات العصيبة.
لقد تغيرت سوق العمل بشكل كبير على مدى العقد الماضي. فقد أصبحت عمليات تقليص حجم العمالة وإعادة توظيفها، والتي كانت في السابق عملية مباشرة، أكثر تعقيدًا وتكلفة بسبب نقص العمالة على نطاق واسع وصعوبة توظيف الموظفين المؤهلين. وينطبق هذا بشكل خاص على أوروبا الوسطى والشرقية، حيث تؤدي البطالة البنيوية إلى تفاقم الوضع. ونتيجة لهذا، تعطي الشركات الأولوية للاحتفاظ بالموظفين، حتى عندما لا يكون هناك عمل كافٍ لتبرير مستويات التوظيف الحالية.

كيف تتعامل شركات السيارات في المجر مع الأزمة
وفقًا Vilaggazdaságتتبنى شركات تصنيع السيارات المجرية استراتيجيات مختلفة للتعامل مع التحديات الحالية. على سبيل المثال، قلص مصنع مرسيدس في كيسكيميت نوبات العمل لكنه احتفظ بقوته العاملة، مع إطلاق برامج إعادة التدريب. واتبعت شركة بوش نهجًا مماثلًا، حيث ركزت على إعادة التدريب وإعادة التوزيع الداخلي لتقليل حالات التكرار على الرغم من الركود العالمي في الطلبات. وعلى النقيض من ذلك، لجأ مصنع بطاريات SK On بالفعل إلى تسريح العمال ولا يزال مستقبل إنتاجه غير مؤكد.
ويحذر الخبراء من أن الاستراتيجية الحالية للاحتفاظ بالعمال ليست مستدامة إلى أجل غير مسمى. وما لم ينتعش الطلب الخارجي في الأشهر المقبلة، فقد تصبح عمليات التسريح الجماعي حتمية في المجر. وفي حين قامت بعض الشركات، مثل فولكس فاجن في ألمانيا، بتخفيضات كبيرة بالفعل، فإن السؤال هو إلى متى تستطيع الشركات المجرية الحفاظ على نهجها الحالي. وفي أفضل السيناريوهات، ستدير الشركات الركود من خلال إعادة التدريب وإعادة النشر. وفي أسوأ السيناريوهات قد نشهد موجة من عمليات التسريح، مما يزيد من العبء الاقتصادي.
إن حالة الصناعة المجرية تتطلب اهتماما وثيقا. ورغم أن العديد من الشركات تحاول تجنب تسريح العمال، فإن هذا ليس سوى حل قصير الأجل. وسوف تحدد الأشهر المقبلة ما إذا كان المناخ الاقتصادي سوف يستقر أم يتدهور، وفي نهاية المطاف متى قد تتحول "البطالة داخل البوابة" إلى بطالة كاملة. ويعتمد مستقبل قطاع السيارات وغيره من الصناعات الرئيسية في المجر على مدى فعالية الشركات في التكيف مع المشهد العالمي المتغير والحقائق الاقتصادية.
اقرأ أيضًا:
- متوسط الأجر منخفض بشكل صادم، حيث يحصل نصف المجريين على أقل من 875 يورو صافي شهريًا
- يشهد سوق الإسكان في المجر انتعاشًا مع ارتفاع الأسعار والطلب على الرهن العقاري، وفقًا لتقارير البنك المركزي
المصدر
الأساسيات الاقتصادية - استمروا في التراكم، وهذا سوف يصبح حقيقة - في المجر.
"الجانب الآخر" - الذي ينجو من "السحب" العدواني الصارم - إلى الجانب السلبي، لإيجاد سبب "سليم" - لماذا يمكن تجنب "الفصل الجماعي" للعمال في المجر - وهي صورة تستمر في إظهار الصعوبات الشديدة في تجنب هذا الحدوث "الواقعي"، في المجر، وتستمر في العودة، بحيث لا يمكن تجنبه.
إن الاستثمارات الألمانية في صناعة السيارات في المجر – ونحن نعلم أنها ضخمة.
"الضعف" في الاقتصاد الألماني.
البيئة السياسية "غير المستقرة" في ألمانيا.
إن عامل "الشك" في أكبر سوق لصادرات صناعة السيارات الألمانية ـ الصين ـ يحتل مكانة "مقتضبة" إلى حد ما في اقتصادها.
المجر – التآكل المستمر لقيمة الفورنت مقابل اليورو.
المجر - الضغوط المتصاعدة على اقتصادها "الناشئ" - لدرجة أن الجانب السلبي منه يبدو مؤلمًا.
المجر - تزايد القلق وتراجع ثقة المواطنين والسكان، في ظل حكومة فيدس الحالية بقيادة أوربان.
إن التغييرات في "الرسوم الجمركية" التي ستقدمها الولايات المتحدة الأمريكية – والزيادة التي ستفرضها على الصين – تشكل عامل زعزعة آخر للاستقرار.
أوروبا، عدم الاستقرار، هشاشة الأوضاع.
ستشهد صناعة السيارات في المجر، وأعداد القوى العاملة فيها، عملية "تصفية" عاجلاً وليس آجلاً.
إن صناعة السيارات الأوروبية تواجه مشاكل؛ إذ لم تواكب هذه الصناعات التغيير المطلوب. كما أثر التشريع القسري للسيارات الكهربائية على السوق بشدة؛ فلم تأخذ تشريعات السيارات الكهربائية في الاعتبار سوق العمل أو الاقتصاد قط. وعندما سمح النازيون المناخيون بالتأثير على التشريعات، خسر الجميع.