ارتفاع أعداد العمال الضيوف في المجر: من أين يأتون ولماذا؟

تشهد المجر ارتفاعًا تاريخيًا في عدد العمال الوافدين، حيث تكشف أرقام جديدة عن تحول جذري في أصول القوى العاملة المهاجرة. فبينما شهد سوق العمل المحلي تباطؤًا، بلغ تدفق العمال من دول خارج الاتحاد الأوروبي، وخاصة من آسيا، مستويات غير مسبوقة، حتى مع استمرار انخفاض عدد الموظفين من الدول المجاورة.

العمال الضيوف الآسيويون يتفوقون على المهاجرين الإقليميين

As يكتب المحفظةوفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن المكتب المركزي للإحصاء في المجر (KSH)، ارتفع عدد الموظفين الأجانب في المجر بمقدار 6,800 موظف في عام 2024، ليصل إلى رقم قياسي بلغ 102,200 موظف. ويُعزى هذا النمو بشكل شبه كامل إلى زيادة عدد العمال من دول ثالثة (خارج الاتحاد الأوروبي)، مع تراجع تفوق المجر في الأجور على جيرانها.

جاءت أكبر مجموعة من الوافدين الجدد من الفلبين، بزيادة قدرها 3,200 عامل إضافي خلال العام الماضي، تلتها زيادة مماثلة من فيتنام. كما ارتفع عدد العمال الهنود والصينيين والأتراك والروس، بينما استمر عدد الموظفين الصربيين والرومانيين في الانخفاض. والجدير بالذكر أن عدد العمال الأوكرانيين كان الأكثر انخفاضًا، ومع ذلك لا يزالون يمثلون أكبر مجموعة من الموظفين الأجانب، بحوالي 20,000 ألف شخص.

وفقًا أخبار شنغنتُظهر أحدث الأرقام أن عدد العمال من الفلبين وفيتنام في المجر يفوق عدد العمال من سلوفاكيا ورومانيا، وهو ما يُمثل انقلابًا في الاتجاهات السابقة. يُشير هذا إلى تحول ديموغرافي كبير: إذ أصبح سوق العمل في المجر أكثر جاذبية للعمال من دول آسيوية بعيدة منه للعمال من المنطقة.

عامل فيتنامي، عمال زائرون من المجر
تُظهر أحدث الأرقام أن عدد العمال من الفلبين وفيتنام في المجر يفوق عدد العمال من سلوفاكيا ورومانيا. الصورة: depositphotos.com

تغيير الدوافع والقطاعات

ويعزى تدفق العمال الآسيويين إلى حد كبير إلى نقص العمالة وضعف الاقتصاد في المجر. عمليات توظيف مبسطة لمواطني الدول الأخرى. في حين أن مستويات الأجور في المجر لم تعد تنافسية للعمال من الدول المجاورة، إلا أنها لا تزال جذابة للقادمين من جنوب شرق آسيا وخارجها.

يُوظَّف العمال الوافدون بشكل رئيسي من خلال وكالات تأجير العمالة وفي قطاع التصنيع، اللذين يُشكِّلان معًا ما يقرب من نصف إجمالي العمالة الأجنبية. وقد استوعب قطاع التصنيع وحده 2,600 عامل وافد إضافي خلال العام الماضي، ما يُمثِّل ما يقرب من 40% من إجمالي الزيادة. وتشمل القطاعات الأخرى التي شهدت نموًا ملحوظًا قطاعات الضيافة وتجارة التجزئة والخدمات اللوجستية.

العمال الإقليميون يتطلعون نحو الغرب

يُعدّ تراجع أعداد العمال من أوكرانيا وسلوفاكيا ورومانيا جزءًا من اتجاه أوسع نطاقًا: إذ يُفضّل العديد من عمال أوروبا الشرقية والوسطى الآن فرص العمل في أوروبا الغربية، حيث الأجور وظروف العمل أفضل. أما المجر، التي كانت في السابق وجهة رئيسية للمهاجرين الإقليميين، فقد فقدت الكثير من جاذبيتها القائمة على الأجور خلال العقد الماضي.

يعكس هذا التحول في المجر اتجاهًا أوروبيًا أوسع. تتجه العديد من دول وسط وشرق أوروبا نحو آسيا لسد النقص في العمالة، حيث يسعى العمال من الدول المجاورة بشكل متزايد إلى العمل في الغرب. على سبيل المثال، بولندا و جمهورية التشيك وقد أشارت التقارير أيضًا إلى ارتفاع حاد في أعداد العمال الفلبينيين والفيتناميين في السنوات الأخيرة، مع انكماش مجموعات العمالة المحلية وتطور أنماط الهجرة إلى الاتحاد الأوروبي.

اقرأ المزيد من الأخبار عن العمال الضيوف في المجر هنا.

اقرأ أيضًا: