نهاية حقبة: مصنع كالوكسا للبورسلين الشهير عالميًا يودع!

في نهاية شهر فبراير، سيغلق مصنع كالوكسا للخزف، الذي أنتج لأكثر من خمسة عقود الخزف المرسوم يدويًا والذي اشتهر عالميًا، أبوابه نهائيًا. كان المصنع في يوم من الأيام أحد أشهر المراكز الصناعية في كالوكسا، حيث يجمع بين الزخارف المجرية التقليدية وصناعة الخزف عالية الجودة. إن إغلاق المصنع لا يعني نهاية المصنع فحسب، بل يعني أيضًا انقراض مهنة بأكملها في المنطقة.
على الرغم من أن إدارة الشركة بذلت قصارى جهدها للبقاء، كالوكساي بورسلان تراكمت ديون كبيرة على مر السنين. وكانت المشكلة الأكبر هي عدم وجود سوق مستقرة في المجر. وعلى الرغم من اهتمام المشترين الأجانب، وخاصة اليابانيين والصينيين، بالمنتجات، إلا أن هذا لم يكن كافياً لاستدامة العمليات في الأمد البعيد.
وفي عام 2017، فازت الشركة بمناقصة لترويج بورسلين كالوكسا في الأسواق العالمية، وفي مرحلة ما، تم إجراء زيارات منتظمة للمصنع، لكن هذا لم يكن كافيًا. كما بُذلت محاولات لتجديد مجموعة المنتجات، وتطوير خطوط إنتاج أكثر حداثة وانسيابية، لكن هذا لم يحقق اختراقًا في المنافسة في السوق.

مصير شركة البورسلين
وفقًا Vilaggazdaságلقد شهد مصير المصنع تحولاً كبيراً في تسعينيات القرن العشرين عندما تم خصخصته. ففي عام 1990 أصبح المصنع مملوكاً للقطاع الخاص، وفي عام 1994 بدأ في إنتاج الخزف واللوحات بنفسه. ورغم أن الإدارة الجديدة حاولت استقرار الوضع، إلا أن إغلاق محلات الفنون الشعبية التقليدية والركود الناجم عن الأزمة وضع المصنع في موقف صعب.
وبحسب المديرة السابقة أجنيس سينتيسي، فإن تمكن المصنع من العمل لفترة طويلة أمر معجزة. وكانت إحدى أكبر المشاكل هي أن الشركات الصغيرة لم يكن لديها منظمة قادرة على تزويدها بالمساعدات المالية المؤقتة.

كانت إحدى الفرص الأكثر واعدة هي غزو السوق اليابانية، لكن تكلفة نقل وتعبئة البورسلين كانت مرتفعة للغاية لدرجة أن التصدير بالجملة كان مستحيلاً. ورغم أن السائحين اليابانيين كانوا يشترون من المصنع، إلا أن ذلك لم يوفر لهم دخلاً ثابتاً.
حاولت الشركة الحصول على تخفيض في ضريبة القيمة المضافة على المنتجات المرسومة يدوياً، والتي كانت مصنوعة يدوياً بالكامل، لكن السلطات المختصة رفضت ذلك. واعتبر الخزف منتجاً صناعياً، وبالتالي لم يستفد من أي تخفيضات.
نتيجة الاغلاق
وفقًا بونوس بريس كالوكساسيؤدي الإغلاق إلى فقدان آخر خمسة عمال لوظائفهم، بما في ذلك بعض الذين كرسوا حياتهم للرسم على الخزف. يقيم متجر العينات المحلي للمصنع حاليًا عملية بيع حيث لا تزال القطع الأخيرة متاحة.
ويقال إن المالك يخطط لبيع المبنى، لكن لم يعرف بعد ما إذا كان هناك مستثمر سيستمر في صناعة الخزف. وهناك تكهنات بأن شركة الهدايا الترويجية المحلية "أندا بريسنت" قد تنقذ المصنع، لكن لم ترد أي أنباء حتى الآن.
وتأمل أجنيس سينتيسي أن يتم شراء المصنع من قبل شركة يمكنها استئناف الإنتاج بدعم من الحكومة المحلية وغرفة التجارة. ومع ذلك، فإن الديون الثقيلة التي تتحملها الشركة تجعل هذا الأمر غير مرجح.
إن إغلاق مصنع كالوكسا للخزف يمثل مزيداً من التراجع لصناعة مجرية راسخة منذ فترة طويلة، حيث أصبح مصير تقنيات الحرف اليدوية التقليدية والخزف المزخرف بزخارف كالوكسا الآن موضع شك. وإذا لم يتم التوصل إلى حل جديد، فقد تضيع قطعة أخرى من التراث الصناعي المجري في غياهب التاريخ.
اقرأ أيضًا:
- المجر تغلق آخر محطة طاقة تعمل بالفحم وتبني أول محطة طاقة تعمل بالغاز
- يعتبر بورسلين هيريند المجري رائداً عالمياً في السوق
صورة مميزة: depositphotos.com