الحياة في بودابست: ما يحتاج الأجانب إلى معرفته من وجهة نظر مواطن صيني

يلتزم فريقنا بالتواصل مع الأجانب الذين انتقلوا إلى المجر للعمل أو العائلة أو لأسباب أخرى، والذين يقضون حياتهم اليومية هنا مع عائلاتهم، وإسماع صوتهم. نريد أن نفهم مشاعرهم تجاه العيش هنا، والصعوبات التي يواجهونها، وكيف نجحوا في الاندماج، وآرائهم حول المجر ومكان إقامتهم. لذلك، أطلقنا سلسلة مقابلات مع أجانب مقيمين هنا حول عملهم وتجاربهم في بلدنا.
فيما يلي المقال الأول في السلسلة، بقلم زو شونبينج (روبرت زو)، الأمين العام لغرفة التجارة الصينية المجرية ونائب الرئيس الفخري للجمعية الثقافية والابتكارية الصينية المجرية.
الوصول والاحتلال
وصلتُ إلى بودابست عام ٢٠٢٠، مدفوعًا باهتمامي العميق بإصلاح التعليم الدولي، ورغبتي في بناء حياة أسرية مُرضية في مدينة جميلة وآمنة، تُجسد قيمًا عالمية. على مدار السنوات الخمس الماضية، لم تتجاوز بودابست توقعاتي فحسب، بل أصبحت المكان الذي اكتسبتُ فيه جذورًا مهنية وشعورًا قويًا بالانتماء للمجتمع.

من خلال عملي، بنيتُ شراكاتٍ وثيقة مع العديد من المدارس الدولية البريطانية والأمريكية الرائدة في بودابست، بالإضافة إلى العديد من الجامعات المحلية. انصبّ تركيزي على دعم العائلات - وخاصةً الآسيوية والصينية - التي تنتقل إلى المجر. أساعدهم في تحديد المدارس الدولية الأنسب لاحتياجات أطفالهم التعليمية والحصول على قبول فيها. علاوةً على ذلك، أساعد العائلات على فهم الثقافة الأكاديمية للمدارس الدولية والتكيف معها، ليتمكن أطفالهم من النجاح اجتماعيًا وأكاديميًا.



بالإضافة إلى عملي في مجال التعليم، أشغل منصب الأمين العام لغرفة التجارة الصينية في المجر. وفي هذا المنصب، أدعم بنشاط الشركات الصينية، وخاصةً الشركات الصغيرة والمتوسطة، في بناء الشراكات والتعرف على بيئة الأعمال المحلية. ومؤخرًا، شغلتُ أيضًا منصب نائب الرئيس الفخري للجمعية المجرية الصينية للثقافة والابتكار. وفي هذا المنصب، أعمل مع زملائي على تعزيز التبادلات الصينية المجرية في مجال التعليم والابتكار الشبابي، مما يُسهم في مد جسور التواصل الثقافي وتعزيز التعاون الاقتصادي.


شركتي، أكاديمية PGLC، التي أسستها بالاشتراك مع السيدة لاي هانجينج (جينغ اختصارًا)، ملتزمة بدعم الطلاب، سواءً من الجالية الصينية أو من سكان المجر الدوليين. رسالتنا هي توفير فرص التعليم الدولي عالي الجودة، ومساعدة الطلاب على الاستعداد للالتحاق بأفضل 100 جامعة عالميًا، بالإضافة إلى المؤسسات التعليمية الرائدة في المجر، مثل جامعة سيميلويس، وجامعة أوبودا، وجامعة سيشيني إستفان. نؤمن بالتدريب المنهجي، والتميز الأكاديمي، والمسارات العالمية الهادفة.



العيش في بودابست: ثلاثة انطباعات قوية بشكل خاص
أولاً، إنها مدينة نابضة بالحياة ومحفزة فكرياً. المجتمع الدولي هنا نشيط للغاية، وكثيراً ما أتعاون مع زملاء وأصدقاء من غرف التجارة البريطانية والكندية والأمريكية. وقد أدت هذه التفاعلات إلى العديد من المبادرات الإبداعية. ومن أمثلتي المفضلة فعالية تذوق النبيذ الصينية البريطانية التي استضفناها معاً العام الماضي في الجناح الرئاسي في فندق دوروثيالم تكن تجربة تذوق طعام ممتعة فحسب، بل كانت أيضًا بمثابة تبادل ثقافي مفيد واحتفال بالصداقة الدولية.
ثانيًا، تُعدّ بودابست من أكثر المدن أمانًا التي عشتُ فيها أو زرتُها في أوروبا. بعد سفري المُكثّف في أنحاء القارة، يُمكنني القول بثقة إنّ التجوّل في شوارع بودابست ليلًا يُشعرني بالأمان والترحيب. ولذلك، أُشجّع كبار المسؤولين التنفيذيين في الشركات الصينية العاملة هنا على التفكير في تسجيل أبنائهم في مدارس دولية خلال فترة إقامتهم التي تتراوح بين 3 و5 سنوات. إنّ الجمع بين الأمان والتعليم الجيد والانغماس الثقافي يُشكّل بيئةً مثاليةً لنموّ الشباب.

أخيرًا، أرى بودابست - والمجر عمومًا - جسرًا بين الشرق والغرب، مع روابط قوية ومتنامية مع مدن مثل شنتشن وأجزاء أخرى من الصين. يوفر هذا التعاون الثنائي فرصًا عظيمة لأفراد الجالية الصينية المحلية لرد الجميل للمجتمع الذي نعيش فيه. في مارس من هذا العام، أكاديمية PGLC نظمنا ورشة عمل وفعالية تقديرية لتصميم الأزهار مخصصة للنساء بالتعاون مع فندق دبليو بودابست. ضمّ اللقاء ممثلات من سفارات مختلفة ومدارس دولية، بالإضافة إلى نخبة من القيادات النسائية المؤثرة من الجالية الصينية.
تمكنت هؤلاء النساء الرائعات من تحقيق التوازن بين حياتهن المهنية والأسرية بكل رقة، كما وفرت الأجواء المريحة فرصة لتسليط الضوء على أصوات النساء ووجهات نظرهن في التعليم والقيادة.

مساعدة المدارس العامة
بالإضافة إلى ذلك، بدءًا من العام الماضي، قمنا بالشراكة مع روزديل للتعليم الدولي تطبيق برنامج دبلوم المدارس الثانوية في أونتاريو (OSSD)، المُطبّق على نطاق واسع في 20 دولة وأكثر من 100 مدرسة ثانوية وجامعة، في المجر. من خلال هذه المبادرة، نهدف إلى مساعدة المدارس الحكومية المحلية والمدارس الدولية والجامعات على تعزيز مهارات طلابها في اللغة الإنجليزية، وتزويدهم بمسار أكاديمي دولي إضافي. في نهاية المطاف، يُسهم هذا البرنامج في تدويل نظام التعليم في المجر، ويُساعد في بناء مجتمع محلي أكثر ترابطًا وشمولية.
أتطلع إلى تعزيز التعاون مع الشركاء المحليين والدوليين الذين يشاركوننا رؤيتنا. لا تترددوا في التواصل معنا إذا كنتم مهتمين بالعمل معًا، سواءً في التعليم أو التبادل الثقافي أو التنمية الاقتصادية. بودابست مدينة زاخرة بالإمكانات، وأعتقد أننا في بداياتنا.
اقرأ أيضًا: