إحياء افتراضي: الذكاء الاصطناعي يُعيد الحياة إلى القطع الأثرية المجرية المفقودة

عندما تُفقد كنوزٌ عمرها قرون، قد يكون إعادة بنائها ماديًا مستحيلًا. لكن الآن، يستخدم المتحف الوطني المجري مُولّدات صورٍ تعمل بالذكاء الاصطناعي لإعادة بناء وعرض القطع الأثرية التي دُمرت خلال النزاعات الماضية رقميًا، مما يُعيد قطعًا مفقودة من تراث المجر إلى الواجهة.

التحدي

على مر العقود، تضررت أو فُقدت قطع أثرية لا تُعوض، بدءًا من مدافن العصور الوسطى وصولًا إلى منسوجات الفنون الشعبية. وغالبًا ما تكون عمليات الترميم التقليدية باهظة التكلفة أو غير مجدية، حيث لا يتبقى منها سوى شظايا أو صور فوتوغرافية قديمة أو أوصاف مكتوبة.

الحل المدعوم بالذكاء الاصطناعي

بالتعاون مع مختبر الذكاء الاصطناعي المحلي، يقوم أمناء المتاحف بإدخال العشرات من الصور الأرشيفية والأوصاف التي كتبها الخبراء في مولد صور الذكاء الاصطناعي. من خلال صياغة المطالبات بعناية مثل:

إعادة بناء صندوق تذكاري خزفي من القرن الخامس عشر - مزخرف بزخارف دقيقة، وتطعيمات من الزمرد، وارتفاع 15 سم - استنادًا إلى هذه الصورة الفوتوغرافية بالأبيض والأسود من عشرينيات القرن العشرين.

يُنتج الذكاء الاصطناعي صورًا ملونة عالية الدقة تُطابق السجلات التاريخية بدقة. ثم يُحسّن القائمون على المعرض هذه النتائج - بتعديل الإضاءة والملمس ودرجات الألوان - حتى تُطابق توقعات الخبراء.

التنفيذ وسير العمل

  1. جمع البيانات: قم بجمع كل الصور المتاحة (الصور والرسومات) والمصادر المكتوبة.
  2. الهندسة السريعة: التعاون مع المؤرخين لترجمة الأوصاف إلى مطالبات الذكاء الاصطناعي الدقيقة.
  3. جيل الدفعة: قم بتشغيل نموذج الذكاء الاصطناعي لإنتاج عمليات إعادة بناء متعددة للمرشحين.
  4. مراجعة الخبراء: يقوم المؤرخون باختيار أفضل الصور وصقلها.
  5. تكامل المعرض: يتم عرض المعروضات في معرض "الآثار المعاد تصورها" الافتراضي الجديد بالمتحف، والذي يمكن الوصول إليه عبر الإنترنت ومن خلال كشك تفاعلي في الموقع.

يقول الدكتور زولتان هورفاث، رئيس قسم الابتكار الرقمي في المتحف الوطني المجري: "تتيح لنا هذه التقنية رؤية ما كنا نعتقد أنه فُقد إلى الأبد. نحن لا نستبدل الأصل؛ بل نبتكر تصورًا محترمًا، موجهًا علميًا، يدعو الجميع إلى إعادة التواصل مع ماضينا".

التأثير والفوائد

  • المشاركة العامة: تضاعف عدد زوار المعرض الافتراضي عبر الإنترنت في شهره الأول.
  • النطاق التعليمي: يمكن الآن للمدارس في جميع أنحاء المجر استكشاف هذه إعادة البناء في الفصول الدراسية الخاصة بها.
  • فعالية التكلفة: تبلغ تكلفة كل عملية إعادة بناء بمساعدة الذكاء الاصطناعي أقل من 500 يورو، مقارنة بأكثر من 10,000 يورو لمشروع إعادة الإعمار التقليدي.
  • الحفظ: تحمي النسخ الرقمية السجلات التاريخية الهشة من الضياع في المستقبل.

ما هي الخطوة التالية؟

وبناءً على هذا النجاح، يخطط المتحف لتوسيع نطاق عمليات إعادة البناء المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتشمل:

  • المنسوجات الفنية الشعبية: إعادة تصور أنماط التطريز التقليدية
  • شظايا معمارية: إعادة بناء أقسام من المباني التاريخية المهدمة افتراضيًا
  • تجارب الواقع المعزز التفاعلية: السماح للزوار بوضع القطع الأثرية التي أعيد بناؤها في منازلهم عبر الهواتف الذكية

لماذا هذا الأمر مهم بالنسبة للمجر
بدمج الخبرة العميقة في التاريخ مع أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، تُرسي المجر معيارًا جديدًا للحفاظ على التراث الثقافي. لا يقتصر هذا المشروع على إحياء الآثار المفقودة فحسب، بل يفتح أيضًا آفاقًا جديدة أمام المدارس والباحثين والجمهور للتفاعل مع تراثنا المشترك - رقميًا وبتكلفة معقولة وعلى نطاق غير مسبوق.

إخلاء المسؤولية: يتحمل مؤلف (مؤلفو) المقالة (المقالات) الدعائية وحدهم المسؤولية عن أي آراء تم التعبير عنها أو عروض مقدمة. هذه الآراء لا تعكس بالضرورة الموقف الرسمي لـ ديلي نيوز المجر، ولا يمكن تحميل طاقم التحرير مسؤولية صحتها.